معهم، فهم في ذلك كالبهائم التي ينعق عليها فتسمع الصوت ولا تعرف مغزاه وتحس النداء ولا تفهم معناه.
(صم بكم عمى) قال: " عن الهدى " (1). (فهم لا يعقلون).
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبت ما رزقناكم واشكروا الله) قال: " على ما رزقكم منها " (2).
أقول: بأن تعتقدوا بأن النعمة من الله، وأن تصرفوا النعمة فيما خلقت لأجله، وتحمدوا الله بألسنتكم.
(إن كنتم إياه تعبدون): إن صح أنكم تختصونه بالعبادة وتقرون أنه مولى النعم.
(إنما حرم عليكم الميتة) قال: " التي ماتت حتف أنفها بلا ذباحة من حيث أذن الله " (3). (والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله) قال: " ما ذكر اسم غير الله عليه من الذبايح، وهي التي يتقرب بها الكفار بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون الله " (4).
(فمن اضطر) قال: " إلى شئ من هذه المحرمات " (5). (غير باغ ولا عاد) قال:
" الباغي: الذي يخرج على الامام، والعادي: الذي يقطع الطريق " (6). وفي رواية: " الباغي: الذي يبغي الصيد بطرا ولهوا، لا ليعود به على عياله، والعادي:
السارق، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرا " (7). (فلا إثم عليه) في تناول هذه الأشياء.
(إن الله غفور) قال: " ستار لعيوبكم " (8). (رحيم) قال: " بكم حين أباح لكم في الضرورة ما حرمه في الرخاء " (9).