من قبيح القول في علي وآل بيته الأطهار ما دل على أنه رأس المنافقين في عصره لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المخرج في صحيح مسلم مخاطبا لعلي عليه السلام: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) كما ألزم ابن تيمية بذلك أهل عصره وحكموا بنفاقه، فيما حكاه الحافظ في ترجمته في (الدرر الكامنة) وكيف لا يلزم بالنفاق مع نطقه قبحه الله تعالى بما لا ينطق به مؤمن في حق فاطمة سيدة نساء العاملين رضي الله عنها وحق زوجها أخي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد المؤمنين فقد قال في السيدة فاطمة البتول: أن فيها شبها من المنافقين الذين وصفهم الله تعالى في قوله: " فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " (1) قال لعنة الله عليه: فكذلك فعلت هي إذ لم يعطها أبو بكر رضي الله عنه من ميراث والدها صلى الله عليه وسلم، أما علي عليه السلام فقال: فيه: إنه أسلم صبيا وإسلام الصبي غير مقبول على قول، فرارا من إثبات أسبقيته للاسلام، وجحودا لهذه المزية، وأنه خالف كتاب الله تعالى في سبع عشرة مسألة، وأنه كان مخذولا أينما توجه، وأنه يحب الرياسة ويقاتل من أجلها لا من أجل الدين، وأن كونه رابع الخلفاء الراشدين غير متفق عليه بين أهل السنة، بل منهم من كان يربع بمعاوية وهم بنو أمية بالأندلس، سماهم أهل السنة وكذب عليهم عليه لعائن الله تعالى، فإن هذا لم يحصل من أهل الأندلس أصلا، وإنما حكي هذا عن ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد في قصة تزلف فيها لبني أمية، فذكر معاوية رابع الخلفاء، فاتفق أهل الأندلس على ذمه
(١٩٩)