بحيث كان ينشد على المنبر على ما حكى عنه تلميذه محمد بن طاهر:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا وترك الرواية عن شيخه القاضي أبي بكر الحيري، لكونه أشعريا، وكل هذا تعصب زائد، برأنا الله من الأهواء اه كلامه.
انظر طبقات الشافعية للسبكي (4 / 272).
(الرابعة): للكلام العربي معاني أوائل، ومعاني ثوان.
فالأوائل هي: الحقائق المجردة بدون زيادة عليها.
والثواني هي: المعاني الزائدة على الحقائق مثل المجاز المرسل والاستعارة بأنواعها والكناية والتشبيه والتعريض والتأكيد والفصل والوصل وغير ذلك مما تكفل ببيانه علم البلاغة. واللغة العربية لها من هذه المعاني الثواني الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر، ولهذا كانت أفصح اللغات، وأوسعها دائرة، وكان العرب أمراء الكلام، وملوك البيان، استعملوا هذه المعاني في خطبهم وأشعارهم وتناقلتها عنهم الرواة جيلا بعد جيل. ثم جاء القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف على أسلوب اللغة العربية في نواحيها المختلفة، ففيهما من لطائف المجازات (91)، وبديع