فمن تأمل في هذا جيدا عرف أن هؤلاء الأئمة الأعلام الجبال أمثال الكرابيسي وابن كلاب وأبا ثور وداود بن علي والبخاري والحارث بن أسد المحاسبي ومحمد بن نصر المروزي ومسلم وطبقاتهم كانوا جميعا مخالفين للإمام أحمد في مسألة من مسائل العقيدة وهي مسألة اللفظ في القرآن وأنه مخلوق، وأن ابن كلاب الذي حاول سفر حوالي أن يشوه صورته ويدعي أنه مؤسس مذهب الأشعرية البدعي كان هو المحق في المسألة المختلف فيها بينه وبين أحمد بن حنبل.
فهجر أحمد وتبديعه له لا يدل على شئ إطلاقا لأن أحمد بن حنبل أولا: مخطيء في هذه المسألة ومخالف فيها أئمة فحولا كالبخاري ومسلم وغيرهما، وثانيا: ليس أحمد نبيا معصوما منزها عن الخطأ!! حتى يكون هجره وتبديعه لابن كلاب دالا على شقوته!!
ويتضح لكل عاقل من هذه النصوص التي أوردناها في مسألة اللفظ بأن السلف ما كانوا متفقين في مسائل العقيدة جميعها وإنما بينهم خلاف فيها حتى اخترع أحمد بن حنبل فيها الهجر والتبديع والتضليل برمي مخالفيه فيها بالتجهم!!
فمن قال: إنني على مذهب السلف في الصفات والتوحيد كذبناه وقلنا له: لم يكن للسلف مذهب واحد في هذه الأمور فما ادعاؤك بأنك على " مذهب السلف " إلا خدعة تصيد بها عقول البسطاء وتحاول أن تأسرهم بها!! فلتكن على حذر من ذلك!!