الله به، وشبهوه بالحمد والشكر لله، وهو غير الله، فكما يؤجر في الحمد والشكر والتهليل والتكبير، فكذلك يؤجر في التلاوة.
وهجرت الحنبلية - أصحاب أحمد بن حنبل - حسينا الكرابيسي وبدعوه، وطعنوا عليه وعلى كل من قال بقوله في ذلك.
وقال الإمام الذهبي في " الميزان " (1 / 544) في ترجمة الكرابيسي:
" فإن عنى بقوله: القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق:
التلفظ، فهذا جيد، فإن أفعالنا مخلوقة. وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف، وعدوه تجهما.
كما أوضح المسألة الإمام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 11 / 510 في ترجمة علي بن حجر، وبين مذهب الكرابيسي والبخاري. وفيه:
وبالغ الإمام في الحط عليهم، أي: على القائلين: لفظنا بالقرآن مخلوق.
فتأمل في ملخص هذه النقول لتدرك كيف بدع أحمد بن حنبل وأمر بهجر جماعة من الأعلام المخالفين له في الرأي كأبي ثور.
(ثانيا): لو علم سفر بأن الإمام البخاري رحمه الله تعالى صاحب الصحيح كان على مذهب ابن كلاب أو كان يستمد مباحثه الكلامية منه لما تفوه بهذا الهذيان!! قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (1 / 243) ما نصه:
" مع أن البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيد والنضر بن شميل والفراء وغيرهم، وأما