ولد ببست (1)، تلك البلدة التي ازدهت بجمالها، و كانت درة في عقد الاسلام إذا ما عرج على ذكر علمائها و رجالها:
إذا قيل: أي الأرض في الناس زينة أجبنا و قلنا: أبهج الأرض بستها فلو أنني أدركت يوما عميدها لزمت يد البستي دهرا وبستها (2) في هذه البقعة من العالم الاسلامي، التي حمل إليها الفاتحون - مع العدالة و الديانة، و الرحمة و العمران - الحضارة و العلم و البيان و صنوف المعرفة.
في هذه البقعة الطيبة ولد هذا الامام العظيم، فكان عدناني النسب، أفغاني المولد و النشأة.
و تدور عجلة الزمن، و يمضي أكثر من ربع قرن على مولد هذا الإمام الكبير، دون أن تحدثنا كتب التراجم شيئا عن نشأته الأولى، و الأحداث التي تعرض لها، و طلبه للعلم، و اشتراكه في أحداث عصره.