النبي (ص) قال: ان الله فضلني على الأنبياء وفضل أمتي على أمم أرسلني إلى الناس كافة وبصرت بالرعب مسيرة شهر تسير بين يدي قذفه الله في قلوب أعدائي وجعل لي الأرض كلها مسجدا وطهورا أينما أدركتني الصلاة تيممت وصليت. وفي رواية فأيما عبد أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره وأحلت لي الغنايم، ومما فضل الله به محمدا (ص) ما شرفه به وأعطاه أن خصه بمقامين عاليين رفيعين مقام قاب قوسين أو أدنى، ومقام الشفاعة العظمى يوم القيامة في الثقلين وهو المقام المحمود الذي أعطاه الله كما قال الله: عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا (1) وقال: ولسوف يعطيك ربك فترضى (2) وبه سعد الخلق كلهم حتى قال (ص): انا سيد ولد آدم ولا فخر فيكون كل نبي مسؤولا بنفسه وهو (ص) بها وبغيره مشفعا لأمته، قال المفسرون في قوله تعالى: قاب قوسين أو أدنى هو من الوتر إلى العرود ومن القبضة إلى الوتر جعل الله محمدا (ص) أدنى من ذلك حيث قال: أو أدنى فلا يهدي أحد قرب الخالق من محمد (ص) لأنه سبحانه عرف الخلق قربه ثم قال: أو أدنى فلا يعرف مخلوق كم قدر الأدنى ومعناه قرب المنزلة والجاه لا قرب المكان فان الله تعالى منزه عن المكان كما يقال: فلا قريب من فلان.
ومما خص الله محمدا (ص) أن جعله رحمة للعالمين مؤمنهم وكافرهم فقال عز وجل: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (3) وقال (ص): إنما انا رحمة مهداة فهو مبعوث بالرحمة لان الله تعالى وضع في شريعته عن أمته ما كان في شرايع الأمم السالفة من الآصال والاغلال ثم بين الله رحمته بالمؤمنين