بالله العلي العظيم، وها انا أشرع في ابتداء الكتاب مستعينا بالله العزيز الوهاب سائلا منه الهداية فيه إلى الصواب غير غال فيه ولا مقصر عما ينبغي لهم من ابراز خافية فمنه كل خير وهو القادر عليه والاستغاثة منه والاستعانة به والمصير إليه.
المدخل:
فاتحة: فتوح فاتحة الأزهار سانحة الوضوح سنحة الأنهار هي فاتحة الكتاب ومبتدء الخطاب، تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وبعثه إليهم مستقلا بأعباء الرسالة داعيا إليه باذنه وسراجا منيرا لرسوله بالحنفية السمحة (السهلة) ليظهره على الدين كله، وجعل له من لدنه سلطانا نصيرا، وأمر بالصلاة عليه قربة إليه وزلفى لديه وجعلها للذنوب ممحقة وللآثام ممحاة وللسيئات تكفيرا وختم به النبيين والمرسلين وجعله من خلاصة البريات باليقين ما خط على لوح الوجود بقلم التكوين تعظيما بشأنه وتعزيزا وتكريما لمحله، وتوفية بحقه وتعظيم قدره وتنويها بأنه اتاه فضلا كثيرا وانتخب له من أهله عليا أخا وعونا وودا وخليلا ورفيقا ووزيرا، وصيره على أمر الدين والرسالة مؤازرا ومساعدا ومنجدا وظهيرا وجعله أمينه، وجمع كل الفضايل فيه وانزل عليه في شأنه: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون (1) تعظيما