فكانت هذه الأشياء اصرا على بني إسرائيل كما أخبر به الله عنه ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم ثم قال الله: لنبيه (ص) يا محمد لا أحرم على أمتك الطيبات بذنوبهم كما حرمتها على بني إسرائيل وحللتها لهم بفضلي ومسألتك يا محمد لم آمر أمتك بخمسين صلاة كما أمرت بني إسرائيل بل خففتها عنهم وجعلتها خمسا وأثيبهم ثواب خمسين صلاة بفضلي ومسألتك كما قال تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (1) يا محمد: لم آمر أمتك في الزكاة باخراج ربع المال كما أمرت بني إسرائيل بل جعلت ربع العشر وطهرت بقية مالهم بفضلي ودعائك، يا محمد: لم أدع أمتك في نجاسة الذنوب والجنابة والحيض والنفاس إذا لم يجدوا ماء كما كان لبني إسرائيل وأبحث التيمم بالتراب بفضلي ودعائك كما قال الله: فلم تجوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون (2) يا محمد: لا أفسد صلاة أمتك إذا صلوا في غير مسجد وأجعلها مقبولة بفضلي ودعائك كما قال تعالى:
فأينما تولوا فثم وجه الله (3) وقال (ص): جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وفي رواية: جعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا (4) يا محمد: لا أحرم على أمتك الطعام والشراب والجماع بعد صلاة العشاء والنوم كما حرمت على بني إسرائيل ورخصت لهم في في كل الأكل والشرب والجماع