القيام والركوع والسجود والقعود فان بعضهم كانت صلاته قيام لا ركوع ولا سجود فيها، وبعضهم ركوع ولا قيام ولا سجود فيها، وبعضهم سجود لا قيام ولا ركوع فيها، فجمع الله له ولامته في صلاتهم عبادة العابدين وثواب جميع المصلين وخصه الله وأمته بصلاة العشاء الآخرة وفضلهم بها ولم يعطها لامة من الأمم قبلهم وفضله وأمته دون غيرهم بالجماعة لقوله تعالى:
إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك (1) وقال (ص):
صلاة الجماعة تفضل بصلاة الفذ بسبع وعشرون درجة وكان من قبلنا يصلي كل انسان لنفسه وكانت علامة صلاة من قبلنا الناقوس وعلامة صلاتنا الأذان والإقامة وأمر الله من قبلنا بالصيام وأمرنا بذلك ثم فضل الله محمدا (ص) أمته بليلة القدر وخصهم بها، وأمره بالصلاة والتوجه إلى بيت المقدس في أول الاسلام ليشاركهم ويساويهم في ذلك ثم فضله وأمته بصرفهم إلى الكعبة قبلة إبراهيم (ع) وأعطى الله الأمم المتقدمة أعمارا طويلة وكلفهم عملا شاقا وأعطاهم اجرا قليلا وأعطاه وأمته (ص) في الاعمار القصيرة على الأعمال اليسيرة ضعف ما اعطى أولئك في أعمارهم الطويلة واعمالهم الكثيرة الثقيلة كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما (2) أن اليهود والنصارى غضبوا وقالوا مالنا أكثر عملا وأقل عطاءا: قال الله: هل ظلمتكم من حقكم من شئ قالوا. لا قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء ووصف الله أمته بأنهم خير الأمم فقال: كنتم خير أمة أخرجت للناس (3) لأنه خير الأنبياء.
يروى ان يحيى بن معاذ الرازي (ره) حين قرأ هذه الآية قال: