مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي المن والإحسان. والطول والامتنان. والقدرة والسلطان مدبر الأمور بحكمته. ومنشئ الخلايق بقدرته. كرم بين آدم وشرفهم بخلع الايمان وفضلهم بالعقل ومزيد البيان. اصطفى منهم أصفياء وجعل منهم بررة أتقياء. فهم خواص عباده وأوتاد بلاده خصهم بالخيرات والعطايا وصرف عنهم الآفات والبلايا وحبب إليهم المعروف وأعانهم على إغاثة الملهوف ليكمل عليهم المنة والفضل ليزدادوا له شكرا بالعطاء والبذل. والصلاة على رسوله محمد القائم بحججه والداعي إلى منهجه أرجح العرب ميزانا وأفصحها لسانا وأوضحها بيانا، وأسمعها بنانا، وأوثقها ايمانا وأعلاها مقاما، وأحلاها كلاما، وأوفاها ذما، فأوضح الحقيقة ونصح الخليفة ونصب أدات الدين وأعلا أعلامه فرفع أيات اليقين واحكم احكامه، وشرع بأمر ربه حتى ظهر دينه على كل دين، وبلغ ما تحمل من رسالته حتى أتاه اليقين، استخرجه من الحسب الصميم والأصل الكريم في أفضل أوان وخير زمان بأنوار منار وأشهر شعار وأكثر فخار من أطهر بيت في مضر بن نزار صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه من الأنصار والمهاجرين والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
(١٤)