إلى أن يتبين الصبح بفضلي ودعائك. كما قال تعالى: فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (1) ورفعت أيضا يا محمد الحساب فيما يأكل أمتك من الفطور والسحور بفضلي ودعائك، يا محمد لا اقبل صدقات أمتك مع الفضيحة كما جعلت صدقات بني إسرائيل بل آخذ صدقاتهم بفضلي ودعائك كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات.
(2) يا محمد لم اجعل حسنات أمتك واحدة بواحدة بل جعلت حسناتهم الواحدة بعشر إلى سبعمائة والى الفي الف بفضلي ودعائك، يا محمد لا أفضح أمتك بتبيين الذنوب على أبوابهم كما فضحت بني إسرائيل بل سترا ذنوبهم من الخلايق والملائكة بفضلي ودعائك. وقال تعالى: يا محمد سل تعطه فقال:
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به كما حملت بني إسرائيل من أنواع الشدايد وتعجيل العقوبة كقطعهم أعضائهم وثيابهم إذا أصابها البول والقذر وعدم قبول توبتهم ان لم يقتلوا أنفسهم كما قال تعالى: فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم، فمعنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا أي لا تجعل توبة أمتي القتل فقال الله له: قد جعلت توبة أمتك الندامة بفضلي ورفعت عنهم قطع الثياب والأعضاء بسؤالك ولم أعاجلهم العقوبة وأمهلتهم برحمتي ودعائك كما قال:
وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لم يجدوا من دونه موئلا (3) ثم قال يا محمد: سل تعطه فقال:
واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فدعا بثلاث دعوات بالعفو والمغفرة والرحمة لأن الله أهلك قبل أمته ثلاث أمم بالفسخ والمسخ والقذف بالحجارة كقارون