الهي هذه مدحة منك منك ولم يكن الله يمدح قوما ثم يعذبهم وقال تعالى: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها (1) فجعل الله رسوله (ص) سبب نجاة المؤمنين وأكمل عليهم المنة به فلما أنجاهم وانقذهم ولا يردهم إليها (انشاء الله) ولما سمع بعض الاعراب هذه الآية تقرأ عند ابن عباس (ره) قال: والله ما أنقذكم منها وهو يريد ان يطرحهم فيها فقال ابن عباس:
خذوها من غير فقيه وهداكم قال الله: الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور باذن ربهم (2) فلما هداهم وأخرجهم من الظلمات وانقذهم منها لا يردهم إليها إن شاء الله.
ومما خص الله به محمدا (ص) وأمته مع كثرة ذنوبهم وارتكابهم الجرائم واقتحامهم المهلكات العظايم، ما روى أن الله لما خلق اللوح والقلم اجراه بما يكون من ساير الأمم ثم جرى بما يكون من الله إليهم حتى فرغ من الأمم السالفة ثم كتب ما يكون من الله إلى هذه الأمة وتضاعف احسان الله إلى هذه الأمة وحدها على احسانه إلى سير الخلق ثم كتب ما يكون من خطاياهم فكانت خطاياهم اضعاف خطايا الأمم السالفة كاها فكان فيما جرى به القلم بأمر الله انها أمة تقتل ولد نبيها فتعجب القلم وتحير من كثرة جرمهم وعظم احسان الله إليهم مع ذلك فنظر الرب إلى القلم فانشق رأسه فمن كناك صارت الأقلام تنشق رؤسها وقال الرب: اكتب يا قلم أمة مذنبة ورب غفور. فقال القلم: الهي لو علمت أنك تأمرني بكتابة هذه الحروف لم أبال بما كتبته من الذنوب عليهم. وفي رواية لما باليت بكتابة الذنوب عليهم.
ومما خص الله محمدا (ص) وأمته ما روى أبو هريرة (رض) ان