وللكافرين فقال تعالى في حق المؤمنين: آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم (1) وقال تعالى: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها (2) وهذا خبر منه سبحانه والخلف في خبره محال فقد عظم الرجاء والطمع في رحمته عز وجل بهم وأما رحمته بالكافرين فقد أخبر سبحانه أن جهال كفار قريش حين سألوا العذاب وقالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (3) فقال الله: وما كان ليعذبهم وأنت فيهم يعني ما دمت بينهم فان الله لا يعذبهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يعني في أصلابهم مؤمن يستغفر الله وهذا بين في رحمته عز وجل بالمؤمنين والكافرين بسببه وشرف لا يشاركه فيه أحد من الأنبياء (ص) فقد أكمل الله على جميع الأمة بارساله إليهم الرحمة وأعظم عليهم المنة وأتم عليهم النعمة فله الحمد على ما أنعم أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
وأما نسبه (ص) فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان - إلى اجماع العلماء وما بعد عدنان ففيه اختلاف كثير في عدد الاباء وفي ضبطهم. روي أن رسول الله (ص) كان إذا إنتسب ووصل إلى عدنان أمسك قال عروة بن الزبير (رض) ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا قحطان إلا تحرصا، وقحطان هو جد معد بن عدنان من جهة أمه فان أم معد تنمة وقيل تيمية بنت يشجب بن يعرب