شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٨٠
(443) الأصل:
وقال عليه السلام: أخبر تقله.
قال الرضى رحمه الله تعالى: ومن الناس من يروى هذا لرسول الله صلى الله عليه وآله، ومما يقوى إنه من كلام أمير المؤمنين ما حكاه ثعلب قال: حدثنا ابن الأعرابي قال: قال المأمون: لولا إن عليا عليه السلام قال: أخبر تقله، لقلت أنا: أقله تخبر.
الشرح:
المعنى اختبر الناس وجربهم تبغضهم، فإن التجربة تكشف لك مساويهم وسوء أخلاقهم، فضرب مثلا لمن يظن به الخير وليس هناك، فأما قول المأمون:
لولا أن عليا قاله لقلت: أقله تخبر فليس المراد حقيقة القلى، وهو البغض بل المراد الهجر والقطيعة، يقول: قاطع أخاك مجربا له هل يبقى على عهدك أم ينقضه ويحوله عنك.
ومن كلام عتبة بن أبي سفيان: طيروا الدم في وجوه الشباب، فإن حلموا وأحسنوا الجواب فهم هم، وإلا فلا تطمعوا فيهم، يقول أغضبوهم لان الغضبان يحمر وجهه، فإن ثبتوا لذلك الكلام المغضب وحلموا وأجابوا جواب الحليم العاقل، فهم ممن يعقد عليه الخنصر ويرجى فلاحه، وإن سفهوا وشتموا ولم يثبتوا لذلك الكلام فلا رجاء لفلاحهم. ومن المعنى الأول قول أبى العلاء:
(٨٠)
مفاتيح البحث: العقد (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست