شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٦٤
ما يدريك عليك لعنه الله ما على مما لي! حائك ابن حائك، منافق ابن كافر! وما واجهه به الخارجي أفظع مما واجهه الأشعث! فقلت: لا أدرى.
قال: لان كل صاحب فضيلة يعظم عليه إن يطعن في فضيلته تلك، ويدعى عليه إنه فيها ناقص، وكان علي عليه السلام بيت العلم، فلما طعن فيه الأشعث طعن بأنك لا تدرى ما عليك مما لك، فشق ذلك عليه، وامتعض منه، وجبهه ولعنه، وأما الخارجي فلم يطعن في علمه، بل أثبته له، واعترف به، وتعجب منه، فقال : (قاتله الله كافرا ما أفقهه!)، فاغتفر له لفظة (كافر) بما اعترف له به من علو طبقته في الفقه، ولم يخشن عليه خشونته على الأشعث، وكان قد مرن على سماع قول الخوارج:
أنت كافر، وقد كفرت، يعنون التحكيم، فلم يحفل بتلك اللفظة ونهى أصحابه عن قتله محافظة ورعاية له على ما مدحه به.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست