فإنك إن أعطيت نفسك سؤلها * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا.
فأما قوله عليه السلام: (كان لا يتشهى، ما لا يجد) فإنه قد نهى أن يتشهى الانسان ما لا يجد، وقالوا: إنه دليل على سقوط المروءة.
وقال الأحنف: جنبوا مجالسنا ذكر تشهي الأطعمة وحديث النكاح.
وقال الجاحظ جلسنا في دار فجعلنا نتشهى الأطعمة، فقال واحد: وأنا أشتهي سكباجا (1) كثيرة الزعفران.
وقال آخر: أنا أشتهي طباهجة ناشفة، وقال آخر: أنا أشتهي هريسة كثيرة الدارصيني، وإلى جانبنا امرأة بيننا وبينها بئر الدار، فضربت الحائط وقالت: أنا حامل، فأعطوني ملء هذه الغضارة من طبيخكم، فقال ثمامة: جارتنا تشم رائحة الأماني.