شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٩٦
أظلوم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم (1).
فقال شخص: رجل هو خبر " إن "، ووافقه على ذلك وقم وخالفه آخرون فقال الواثق:
من بقي من علماء النحويين؟ قالوا: أبو عثمان المازني بالبصرة، فأمر بإشخاصه إلى سر من رأى بعد إزاحة علته، قال أبو عثمان فأشخصت، فلما أدخلت عليه قال: ممن الرجل؟ قلت: من مازن، قال: من مازن تميم، أم من مازن ربيعة، أم مازن قيس، أم مازن اليمين؟ قلت: من مازن ربيعة، قال: باسمك؟ بالباء؟ - يريد: " ما اسمك " لان لغة مازن ربيعة هكذا، يبدلون الميم باء والباء ميما - فقلت: مكر أي " بكر "، فضحك وقال: اجلس واطمئن، فجلست فسألني عن البيت فأنشدته منصوبا، فقال: فأين خبر إن؟ فقلت:
" ظلم " قال: كيف هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن البيت إن لم يجعل " ظلم " خبر " إن " يكون مقطوع المعنى معدوم الفائدة! فلما كررت القول عليه فهم، وقال: قبح الله من لا أدب له، ثم قال: ألك ولد؟ قلت: بنية، قال: فما قالت لك حين ودعتها؟
قلت: ما قالت بنت الأعشى:
تقول ابنتي حين جد الرحيل * أرانا سواء ومن قد يتم (2) أبانا فلا رمت من عندنا * فإنا بخير إذا لم ترم أبانا إذا أضمرتك البلاد * نجفي وتقطع منا الرحم.
قال: فما قلت لها؟ قال: قلت أنشدتها بيت جرير:
ثقي بالله أو ليس له شريك * ومن عند الخليفة بالنجاح (3) فقال: ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى، ثم أمر لي بألف دينار وكسوة، وردني إلى البصرة.

(1) نسبه ابن خلكان والحريري في درة الغواص 43 إلى العرجي، ونسبه البغدادي في الخزانة 1: 317 إلى الحارث بن خالد المخزومي.
(2) ديوانه 33.
(3) ديوانه 36.
(4) الخبر في طبقات الزبيدي 93، 94.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407