شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٨٥
وقال أبو الأسود:
البس عدوك في رفق وفي دعة * طوبى لذي أربة للدهر لباس ولا تغرنك أحقاد مزملة * قد يركب الدبر الدامي بأحلاس واستغن عن كل ذي قربى وذي رحم * إن الغنى الذي استغنى عن الناس قال عمر: ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الطمع.
وفى الحديث المرفوع: " الطمع الفقر الحاضر ".
قال الشاعر:
رأيت مخيلة فطمعت فيها * وفى الطمع المذلة للرقاب.
الفصل الثاني في الشكوى: قال (عليه السلام): " من كشف للناس ضره " أي شكى إليهم بؤسه وفقره، " فقد رضى بالذل ".
كان يقال: لا تشكون إلى أحد، فإنه إن كان عدوا سره، وإن كان صديقا ساءه وليست مسرة العدو ولا مساءة الصديق بمحمودة.
سمع الأحنف رجلا يقول لم أنم الليلة من وجع ضرسي، فجعل يكثر، فقال: يا هذا لم تكثر؟ فوالله لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما شكوت ذلك إلى أحد، ولا أعلمت بها أحدا.
الفصل الثالث في حفظ اللسان: قد تقدم لنا قول شاف في ذلك، وكان يقال: حفظ اللسان راحة الانسان، وكان يقال: رب كلمة سفكت دما، وأورثت ندما.
وفي الأمثال العامية، قال اللسان للرأس: كيف أنت؟ قال: بخير لو تركتني.
وفي وصيه المهلب لولده، يا بنى تباذلوا تحابوا، فان بنى الأعيان يختلفون فكيف ببني العلات، إن البر ينسأ في الاجل، ويزيد في العدد، وإن القطيعة تورث القلة، وتعقب
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407