وقال رجل من بنى هلال لبنيه: يا بنى اظهروا النسك فإن الناس إن رأوا من أحد منكم بخلا، قالوا: مقتصد لا يحب الاسراف، وإن رأوا عيا، قالوا: متوق يكره الكلام، وإن رأوا جبنا قالوا: متحرج يكره الاقدام على الشبهات.
الفصل الخامس: قوله: ونعم القرين الرضا "، قد سبق منا قول مقنع في الرضا.
وقال أبو عمرو بن العلاء: دفعت إلى أرض مجدبة بها نفر من الاعراب، فقلت لبعضهم: ما أرضكم هذه؟ قال: كما ترى، لا زرع ولا ضرع، قلت فكيف تعيشون؟
قالوا: نحترش (1) الضباب، ونصيد الدواب، قلت: فكيف صبركم على ذلك؟ قالوا:
يا هذا، سل خالق الخلق، هل سويت؟ فقال: بل رضيت.
وكان يقال: من سخط القضاء طاح ومن رضى به استراح.
وكان يقال: عليك بالرضا، ولو قلبت على جمر الغضا.
وفي الخبر المرفوع أنه (صلى الله عليه وآله) قال عن الله تعالى: " من لم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي ".