شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٩٤
وكان يقال: العلم في الأرض بمنزلة الشمس في الفلك، لولا الشمس لأظلم الجو، ولولا العلم لأظلم أهل الأرض.
وكان يقال لا حله أجمل من حله الأدب، لان حلل الثياب تبلى، وحلل الأدب تبقى، وحلل الثياب قد يغتصبها الغاصب، ويسرقها السارق، وحلل الآداب باقية مع جوهر النفس.
وكان يقال الفكرة الصحيحة إصطرلاب روحاني.
وقال أوس بن حجر يرثى: إن الذي جمع السماحة والنجدة والحزم والنهى جمعا (1) الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا.
ومن كلام الحكماء: النار لا ينقصها ما أخذ منها، ولكن يخمدها ألا تجد حطبا، وكذلك العلم لا يفنيه الاقتباس ولكن فقد الحاملين له سبب عدمه.
قيل لبعضهم أي العلوم أفضل؟ قال: ما العامة فيه أزهد.
وقال أفلاطون: من جهل الشئ ولم يسأل عنه جمع على نفسه فضيحتين.
وكان يقال: ثلاثة لا تجربة معهن: أدب يزين، ومجانبة الريبة، وكف الأذى.
وكان يقال: عليكم بالأدب، فإنه صاحب في السفر، ومؤنس في الوحدة، وجمال في المحفل، وسبب إلى طلب الحاجة.
وكان عبد الملك أديبا فاضلا، ولا يجالس إلا أديبا.
وروى الهيثم بن عدي عن مسعر بن كدام، قال: حدثني سعيد بن خالد الجدلي،

(1) ديوانه 26.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407