شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٩١
والاحتساب لترحل عنك، وقد أبقت عليك أكثر مما سلبت منك، ولا تنسها عند رخائك، فإن تذكرك لها أوقات الرخاء يبعد السوء عن فعلك، وينفى القساوة عن قلبك ويوزعك حمد الله وتقواه.
* * * الفصل الثالث: قوله: " والزهد ثروة "، وهذا حق، لان الثروة ما استغنى به الانسان عن الناس، ولا غناء عنهم كالزهد في دنياهم، فالزهد على الحقيقة هو الغنى الأكبر.
وروى أن عليا (عليه السلام) قال لعمر بن الخطاب أول ما ولى الخلافة: إن سرك أن تلحق بصاحبيك فقصر الامل، وكل دون الشبع، وارقع القميص واخصف النعل، واستغن عن الناس بفقرك تلحق بهما.
وقف ملك على سقراط وهو في المشرفة قد أسند ظهره إلى جب كان يأوى إليه، فقال له: سل حاجتك، فقال: حاجتي أن تتنحى عنى، فقد منعني ظلك المرفق بالشمس، فسأله عن الجب، قال: آوى إليه قال: فإن انكسر الجب لم ينكسر المكان.
وكان يقال: الزهد في الدنيا هو الزهد في المحمدة والرياسة، لا في المطعم والمشرب، وعند العارفين: الزهد ترك كل شئ يشغلك عن الله.
وكان يقال العالم إذا لم يكن زاهدا لكان عقوبة لأهل زمانة، لأنهم يقولون: لولا أن علمه لم يصوب عنده الزهد لزهد، فهم يقتدون بزهده في الزهد.
الفصل الرابع قوله: " والورع جنة كان يقال: لا عصمة كعصمة الورع والعبادة، أما الورع فيعصمك من المعاصي، وأما العبادة فتعصمك من خصمك، فان عدوك لو رآك قائما تصلى وقد دخل ليقتلك لصد عنك وهابك.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407