شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٤٥
وقال الله تعالى حاكيا عن نبي من أنبيائه: ﴿وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه﴾ (1).
ومن كلام الجنيد الصوفي: ليكن عملك من وراء سترك كعملك من وراء الزجاج الصافي. وفى المثل وهو منسوب إلى علي (عليه السلام) إياك وما يعتذر منه.
ومنها قوله: " ولا تجعل عرضك غرضا لنبال القوم "، قال الشاعر:
لا تستتر أبدا ما لا تقوم له * ولا تهيجن من عريسه الأسدا (2) إن الزنابير أن حركتها سفها * من كورها أوجعت من لسعها الجسدا وقال:
مقاله السوء إلى أهلها * أسرع من منحدر سائل ومن دعا الناس إلى ذمه * ذموه بالحق وبالباطل ومنها قوله: " ولا تحدث الناس بكل ما سمعت، فكفى بذلك كذبا "، قد نهى أن يحدث الانسان بكل ما رأى من العجائب فضلا عما سمع، لان الحديث الغريب المعجب تسارع النفس إلى تكذيبه، وإلى أن تقوم الدلالة على صدقه قد فرط من سوء الظن فيه ما فرط.
ويقال: إن بعض العلوية قال في حضرة عضد الدولة ببغداد: عندنا في الكوفة نبق وزن كل نبقة مثقالان. فاستطرف الملك ذلك، وكاد يكذبه الحاضرون، فلما قام ذكر ذلك لأبيه، فأرسل حماما كان عنده في الحال إلى الكوفة يأمر وكلاءه بإرسال مائة حمامة، في رجلي كل واحدة نبقتان من ذلك النبق، فجاء النبق في بكرة الغد وحمل إلى عضد الدولة، فاستحسنه وصدقه حينئذ، ثم قال له لعمري لقد صدقت،

(١) هود ٨٨.
(2) العريسة: مأوى الأسد.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407