شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٥٠
وقد ورد نهى كثير عن السفر يوم الجمعة قبل أداء الفرض، على أن من الناس من كره ذلك بعد الصلاة أيضا، وهو قول شاذ.
ومنها قوله: " وأطع الله في جمل أمورك "، أي في جملتها، وفيها كلها، وليس يعنى في جملتها دون تفاصيلها، قال: " فان طاعة الله فاضلة على غيرها "، وصدق (عليه السلام)، لأنها توجب السعادة الدائمة، والخلاص من الشقاء الدائم، ولا أفضل مما يؤدى إلى ذلك.
ومنها قوله: " وخادع نفسك في العبادة، أمره أن يتلطف بنفسه في النوافل، وأن يخادعها ولا يقهرها فتمل وتضجر وتترك (1)، بل يأخذ عفوها، ويتوخى أوقات النشاط، وانشراح الصدر للعبادة.
قال: فأما الفرائض فحكمها غير هذا الحكم، عليك أن تقوم بها، كرهتها النفس أو لم تكرهها. ثم أمره أن يقوم بالفريضة في وقتها، ولا يؤخرها عنه فتصير قضاء.
ومنها قوله: " وإياك أن ينزل بك المنون وأنت آبق من ربك في طلب الدنيا "، هذه وصية شريفة جدا، جعل طالب الدنيا المعرض عن الله عند موته كالعبد الآبق يقدم به على مولاه أسيرا مكتوفا ناكس الرأس، فما ظنك به حينئذ!
ومنها قوله: " وإياك ومصاحبة الفساق، فإن الشر بالشر ملحق "، يقول: إن الطباع ينزع بعضها إلى بعض، فلا تصحبن الفساق فإنه ينزع بك ما فيك من طبع الشر إلى مساعدتهم على الفسوق والمعصية، وما هو إلا كالنار تقوى بالنار، فإذا لم تجاورها وتمازجها نار كانت إلى الانطفاء والخمود أقرب.

(1): " وتزل ".
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407