شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٦٥
قيل لبعض عظماء الكتاب بعد ما صودر: ما تفكر في زوال نعمتك؟ فقال: لا بد من الزوال، فلان تزول وأبقى خير من أن أزول وتبقى.
ومن كلام الجاهلية الأولى: كل مقيم شاخص، وكل زائد ناقص.
شاعر:
إنما الدنيا دول * فراحل قيل نزل * إذ نازل قيل رحل * لما فتح خالد بن الوليد عين التمر سأل عن الحرقة بنت النعمان بن المنذر، فأتاها وسألها عن حالها، فقالت: لقد طلعت علينا الشمس وما من شئ يدب تحت الخورنق إلا وهو تحت أيدينا، ثم غربت وقد رحمنا كل من نلم به، وما بيت دخلته حبرة، إلا ستدخله عبرة، ثم قالت:
فبينا نسوس الناس والامر أمرنا * إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها * تقلب تارات بنا وتصرف وجاءها سعد بن أبي وقاص مرة، فلما رآها، قال: قاتل الله عدى بن زيد، كأنه كان ينظر إليها حيث قال لأبيها:
إن للدهر صرعة فاحذرنها * لا تبيتن قد أمنت الدهورا (1) قد يبيت الفتى معافى فيردى * ولقد كان آمنا مسرورا وقال مطرف بن الشخير: لا تنظروا إلى خفض عيش الملوك ولين رياشهم، ولكن انظروا إلى سرعة ظعنهم وسوء منقلبهم، وإن عمرا قصيرا يستوجب به صاحبه النار لعمر مشئوم على صاحبه.
لما قتل عامر بن إسماعيل مروان بن محمد وقعد على فراشه، قالت ابنه مروان له يا عامر، إن دهرا أنزل مروان عن فرشه وأقعدك عليها لمبلغ في عظتك إن عقلت.

(1) شعراء النصرانية، الأغاني.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407