شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٦٤
تحت قصره حولا لا أصل إليه، ثم أشرف إشرافة من كوة له فخر له من حول العرش سجدا، ثم رأيته بعد ذلك بحمص فقيرا يشترى اللحم ويسمطه (1) خلف دابته، وهو القائل:
أف لدنيا إذا كانت كذا * أنا منها في هموم وأذى إن صفا عيش امرئ في صبحها * جرعته ممسيا كأس القذى ولقد كنت إذا ما قيل من * أنعم العالم عيشا؟ قيل: ذا وقال بعض الأدباء في كلام له: بينا هذه الدنيا ترضع بدرتها وتصرح (2) بزبدتها، وتلحف فضل جناحها، وتغر بركود رياحها، إذ عطفت عطف الضروس، وصرخت صراخ (3) الشموس، وشنت غارة الهموم، وأراقت ما حلبت من النعيم، فالسعيد من لم يغتر بنكاحها، واستعد لو شك طلاقها.
شاعر - هو إهاب بن همام بن صعصعة المجاشعي، وكان عثمانيا:
لعمر أبيك فلا تكذبن * لقد ذهب الخير إلا قليلا وقد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عفان شرا طويلا وقال أبو العتاهية:
يعمر بيت بخراب بيت * يعيش حي بتراث ميت وقال أنس بن مالك: ما من يوم ولا ليلة ولا شهر ولا سنة إلا والذي قبله خير منه، سمعت ذلك من نبيكم (عليه السلام)، فقال شاعر:
رب يوم بكيت منه فلما * صرت في غيره بكيت عليه

(1) يسمطه، أي يعلقه.
(2) ب: " نصرخ "، تحريف.
(3) ب: " صرحت " تحريف.
(٣٦٤)
مفاتيح البحث: أنس بن مالك (1)، الرضاع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407