شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٦٧
(١٠٢) الأصل:
إن الله تعالى افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها.
* * * الشرح:
قال الله تعالى: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾ (1).
وجاء في الأثر: أبهموا ما أبهم الله.
وقال بعض الصالحين لبعض الفقهاء: لم تفرض مسائل لم تقع وأتعبت فيها فكرك!
حسبك بالمتداول بين الناس.
قالوا هذا مثل قولهم في باب المسح على الخفين: فإن مسح على خف من زجاج، ونحو ذلك من النوادر الغريبة.
وقال شريك في أبي حنيفة: أجهل الناس بما كان، وأعلمهم بما لم يكن.
وقال عمر: لا تتنازعوا فيما لم يكن فتختلفوا، فإن الامر إذا كان أعان الله عليه، وانتهاك الحرمة: تناولها بما لا يحل، إما بارتكاب ما نهى عنه، أو بالاخلال بما أمر به

(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست