الحرمان أقرب منه إلى بلوغ المراد ومثله: من لم يرغب أوداؤه في اجتنابه لم يحظ بمدح شفعائه. ومثله: إذا زرت الملوك فإن حسبي شفيعا عندهم أن يعرفوني.
كلم الأحنف مصعب بن الزبير في قوم حبسهم، فقال: أصلح الله الأمير! إن كان هؤلاء حبسوا في باطل فالحق يخرجهم، وإن كانوا حبسوا في حق فالعفو يسعهم، فأمر بإخراجهم.
آخر:
إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعة فلا خير في ود يكون بشافع خرج العطاء في أيام المنصور وأقام الشقراني - من ولد شقران مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببابه أياما لا يصل إليه عطاؤه، فخرج جعفر بن محمد من عند المنصور، فقام الشقراني إليه فذكر له حاجته، فرحب به، ثم دخل ثانيا إلى المنصور، وخرج وعطاء الشقراني في كمه فصبه في كمه ثم قال: يا شقران، إن الحسن من كل أحد حسن، وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح، وهو منك أقبح لمكانك منا. فاستحسن الناس ما قاله، وذلك لان الشقراني كان صاحب شراب. قالوا: فانظر كيف أحسن السعي في استنجاز طلبته، وكيف رحب به وأكرمه مع معرفته بحاله، وكيف وعظه ونهاه عن المنكر على وجه التعريض قال الزمخشري:
وما هو إلا من أخلاق الأنبياء.
كتب سعيد بن حميد شفاعة لرجل: كتابي هذا كتاب معتن بمن كتب له، واثق بمن كتب إليه ولن يضيع حامله بين الثقة والعناية إن شاء الله.
أبو الطيب:
إذا عرضت حاج إليه فنفسه * إلى نفسه فيها شفيع مشفع (1)