شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٥
الحرمان أقرب منه إلى بلوغ المراد ومثله: من لم يرغب أوداؤه في اجتنابه لم يحظ بمدح شفعائه. ومثله: إذا زرت الملوك فإن حسبي شفيعا عندهم أن يعرفوني.
كلم الأحنف مصعب بن الزبير في قوم حبسهم، فقال: أصلح الله الأمير! إن كان هؤلاء حبسوا في باطل فالحق يخرجهم، وإن كانوا حبسوا في حق فالعفو يسعهم، فأمر بإخراجهم.
آخر:
إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعة فلا خير في ود يكون بشافع خرج العطاء في أيام المنصور وأقام الشقراني - من ولد شقران مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببابه أياما لا يصل إليه عطاؤه، فخرج جعفر بن محمد من عند المنصور، فقام الشقراني إليه فذكر له حاجته، فرحب به، ثم دخل ثانيا إلى المنصور، وخرج وعطاء الشقراني في كمه فصبه في كمه ثم قال: يا شقران، إن الحسن من كل أحد حسن، وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح، وهو منك أقبح لمكانك منا. فاستحسن الناس ما قاله، وذلك لان الشقراني كان صاحب شراب. قالوا: فانظر كيف أحسن السعي في استنجاز طلبته، وكيف رحب به وأكرمه مع معرفته بحاله، وكيف وعظه ونهاه عن المنكر على وجه التعريض قال الزمخشري:
وما هو إلا من أخلاق الأنبياء.
كتب سعيد بن حميد شفاعة لرجل: كتابي هذا كتاب معتن بمن كتب له، واثق بمن كتب إليه ولن يضيع حامله بين الثقة والعناية إن شاء الله.
أبو الطيب:
إذا عرضت حاج إليه فنفسه * إلى نفسه فيها شفيع مشفع (1)

(1) ديوانه 2: 243.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407