شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٧
لسنا وإن أحسابنا كملت * يوما على الأحساب نتكل (1) نبني كما كانت أوائلنا * تبنى ونفعل مثل ما فعلوا ثم أخذها وتصفحها ووقع فيها كلها بما طلب أصحابها.
قال محمد بن جعفر: فخرجت من عنده وقد ربحت وأربحت.
قال المبرد لعبد الله بن يحيى بن خاقان: أنا أشفع إليك أصلحك الله في أمر فلان، فقال له:
قد سمعت وأطعت، وسأفعل في أمره كذا، فما كان من نقص فعلى، وما كان من زيادة فله، قال المبرد: أنت - أطال الله بقاءك - كما قال زهير:
وجار سار معتمدا إلينا * أجاءته المخافة والرجاء (2) ضمنا ماله فغدا سليما * علينا نقصه وله النماء وقال دعبل:
وإن امرأ أسدى إلى بشافع * إليه ويرجو الشكر منى لأحمق (3) شفيعك يا شكر الحوائج إنه * يصونك عن مكروهها وهو يخلق آخر: مضى زمني والناس يستشفعون بي * فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع!
آخر: ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة * إلى، فهلا نفس ليلى شفيعها! (4) أأكرم من ليلى على فتبتغي * به الجاه، أم كنت امرأ لا أطيعها!

(1) في د: " كرمت ".
(2) ديوانه 77.
(3) ديوانه 112.
(4) للمجنون، ديوانه 195.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست