العراق قد رأوا الفتح والظفر، فقلت لك: والله لو كانت هند بنت عتبة مكانك ما فرت ولا اختارت إلا أن تموت كريمة أو تعيش حميدة، أين تفر وقد قلدتك العرب أزمة أمورها، وأعطتك قياد أعنتها! فقلت لي: أخفض صوتك لا أم لك!
ثم تماسكت وثبت وثابت إليك حماتك، وتمثلت حينئذ بشعر أحفظ منة وقولي كلما جشأت وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي (1).
فقال معاوية: صدقت، وددت أنك الان أيضا خفضت من صوتك، يا غلام أعطه خمسين ألف درهم، فلو كنت أحسنت في الأدب لأحسنا لك في الزيادة.