وأنا برئ منهما؟ قال أذهب فأنت أميرها ما دامت لنا خراسان، فلم يزل أميرا على أبيورد حتى عزل أسد.
قال المدائني: وجاء رجل إلى نصر بن سيار يذكر قرابة (1)، قال: وما قرابتك؟
قال: ولدتني وإياك فلانة! قال نصر: قرابة عورة، قال: إن العورة كالشن البالي، يرقعه أهله فينتفعون به، قال: حاجتك، قال: مائة ناقة لاقح، ومائة نعجة ربى - أي معها أولادها - قال: أما النعاج فخذها، وأما النوق فنأمر لك بأثمانها.
وروى الشعبي، قال: حضرت مجلس زياد وحضره رجل فقال: أيها الأمير، إن لي حرمة أفأذكرها؟ قال: هاتها، قال: رأيتك بالطائف وأنت غليم ذو ذؤابة، وقد أحاطت بك جماعة من الغلمان، وأنت تركض هذا مرة برجلك، وتنطح هذا مرة برأسك، وتكدم مرة بأنيابك، فكانوا مرة ينثالون عليك، وهذه حالهم، ومرة يندون عنك وأنت تتبعهم، حتى كاثروك واستقووا عليك، فجئت حتى أخرجتك من بينهم وأنت سليم وكلهم جريح: قال صدقت، أنت ذاك الرجل! قال: أنا ذاك قال حاجتك، قال: الغنى عن الطلب، قال: يا غلام، اعطه كل صفراء وبيضاء عندك، فنظر فإذا قيمة كل ما يملك ذلك اليوم من الذهب والفضة أربعة وخمسون ألف درهم. فأخذها وانصرف، فقيل له بعد ذلك: أنت رأيت زيادا وهو غلام بذلك الحال؟ قال: أي والله، لقد رأيته وقد اكتنفه صبيان صغيران كأنهما من سخال المعز، فلو لا أنى أدركته لظننت أنهما يأتيان على نفسه.
وجاء رجل إلى معاوية وهو في مجلس العامة فقال: يا أمير المؤمنين، إن لي حرمة (2)، قال: وما هي؟ قال دنوت من ركابك يوم صفين، وقد قربت فرسك لتفر، وأهل