شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢١٦
(68) الأصل:
لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا.
* * * الشرح:
العدالة هي الخلق المتوسط، وهو محمود بين مذمومين، فالشجاعة محفوفة بالتهور والجبن، والذكاء بالغباوة والجربزة (1)، والجود بالشح والتبذير، والحلم بالجمادية والاستشاطة، وعلى هذا كل ضدين من الأخلاق فبينهما خلق متوسط، وهو المسمى بالعدالة، فلذلك لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا، كصاحب الغيرة فهو إما إن يفرط فيها، فيخرج عن القانون الصحيح فيغار لا من موجب، بل بالوهم وبالخيال وبالوسواس، وإما أن يفرط فلا يبحث عن حال نسائه ولا يبالي ما صنعن، وكلا الامرين مذموم، والمحمود الاعتدال.
ومن كلام بعض الحكماء (2): إذا صح العقل التحم (3) بالأدب كالتحام (4) الطعام بالجسد الصحيح، وإذا مرض العقل نبا عنه ما يستمع من الأدب كما يقئ الممعود ما أكل من الطعام، فلو آثر الجاهل أن يتعلم شيئا من الأدب لتحول ذلك الأدب جهلا، كما يتحول ما خالط جوف المريض من طيب الطعام داء.

(1) الجزيرة: الخب والمكر.
(2) ا: " ومن كلام الحكماء ".
(3) ا " التأم ".
(4) ا: " كالتئام ".
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407