شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٦٥
وكان يقال لولا ظلمة الخطأ ما أشرق نور الصواب.
وقال أبو سعيد السيرافي: رأيت متكلما ببغداد بلغ به نقصه في العربية أنه قال في مجلس مشهور: إن العبد " مضطر " بفتح الطاء، والله " مضطر " بكسرها، وزعم أن من قال: الله مضطر عبد إلى كذا "، بالفتح كافر، فانظر أين بلغ به جهله، وإلى أي رذيلة أداه؟ نقصه.
وصف بعضهم إنسانا أحمق، فقال والله للحكمة أزل عن قلبه من المداد عن الأديم الدهين.
مر عمر بن الخطاب على رماة غرض، فسمع بعضهم يقول: أخطيت وأسبت، فقال له: مه، فإن سوء اللحن شر من سوء الرماية. تضجر عمر بن عبد العزيز من كلام رجل بين يديه، فقال له صاحب شرطته: قم فقد أوذيت أمير المؤمنين! فقال عمر: والله إنك لأشد أذى لي بكلامك هذا منه.
ومن حمقى العرب وجهلائهم كلاب بن صعصعه، خرج إخوته يشترون خيلا، فخرج معهم، فجاء بعجل يقوده فقيل له: ما هذا؟ فقال: فرس اشتريته، قالوا:
يا مائق (1) هذه بقرة، أما ترى قرنيها فرجع إلى منزله فقطع قرنيها، ثم قادها، فقال لهم: قد أعدتها فرسا كما تريدون، فأولاده يدعون بنى فارس البقرة.
وكان شذرة بن الزبرقان بن بدر من الحمقى، جاء يوم الجمعة إلى المسجد الجامع فأخذ بعضادتي (2) الباب، ثم رفع صوته: سلام عليكم، أيلج شذرة؟ فقيل له: هذا يوم لا يستأذن فيه، فقال، أو يلج مثلي على قوم ولم يعرف له مكانه.

(1) المائق: الأحمق.
(2) عضادتا الباب: خشبتاه من جانبيه.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407