وكان يقال لولا ظلمة الخطأ ما أشرق نور الصواب.
وقال أبو سعيد السيرافي: رأيت متكلما ببغداد بلغ به نقصه في العربية أنه قال في مجلس مشهور: إن العبد " مضطر " بفتح الطاء، والله " مضطر " بكسرها، وزعم أن من قال: الله مضطر عبد إلى كذا "، بالفتح كافر، فانظر أين بلغ به جهله، وإلى أي رذيلة أداه؟ نقصه.
وصف بعضهم إنسانا أحمق، فقال والله للحكمة أزل عن قلبه من المداد عن الأديم الدهين.
مر عمر بن الخطاب على رماة غرض، فسمع بعضهم يقول: أخطيت وأسبت، فقال له: مه، فإن سوء اللحن شر من سوء الرماية. تضجر عمر بن عبد العزيز من كلام رجل بين يديه، فقال له صاحب شرطته: قم فقد أوذيت أمير المؤمنين! فقال عمر: والله إنك لأشد أذى لي بكلامك هذا منه.
ومن حمقى العرب وجهلائهم كلاب بن صعصعه، خرج إخوته يشترون خيلا، فخرج معهم، فجاء بعجل يقوده فقيل له: ما هذا؟ فقال: فرس اشتريته، قالوا:
يا مائق (1) هذه بقرة، أما ترى قرنيها فرجع إلى منزله فقطع قرنيها، ثم قادها، فقال لهم: قد أعدتها فرسا كما تريدون، فأولاده يدعون بنى فارس البقرة.
وكان شذرة بن الزبرقان بن بدر من الحمقى، جاء يوم الجمعة إلى المسجد الجامع فأخذ بعضادتي (2) الباب، ثم رفع صوته: سلام عليكم، أيلج شذرة؟ فقيل له: هذا يوم لا يستأذن فيه، فقال، أو يلج مثلي على قوم ولم يعرف له مكانه.