شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٦٤
فقال المهلب: حسبك يرحمك الله!
وكان عبد الملك بن هلال عنده زنبيل (١) مملوء حصا للتسبيح، فكان يسبح بواحدة واحدة، فإذا مل طرح اثنتين اثنتين، ثم ثلاثا ثلاثا فإذا ازداد ملاله قبض قبضة وقال:
سبحان الله عددك! فإذا ضجر أخذ بعرا الزنبيل وقلبه، وقال سبحان الله بعدد هذا.
ودخل قوم منزل الخريمي لبعض الامر، فجاء وقت صلاه الظهر، فسألوه عن القبلة فقال: إنما تركتها منذ شهر.
وحكى بعضهم، قال: رأيت أعرابيا، يبكى فسألته عن سبب بكائه، فقال:
بلغني أن جالوت قتل مظلوما.
وصف بعضهم أحمق، فقال: يسمع غير ما يقال، ويحفظ غير ما يسمع، ويكتب غير ما يحفظ، ويحدث بغير ما يكتب.
قال المأمون لثمامة: ما جهد البلاء يا أبا معن؟ قال: عالم يجرى عليه حكم جاهل.
قال، من أين قلت هذا؟ قال: حبسني الرشيد عند مسرور الكبير، فضيق على أنفاسي، فسمعته يوما يقرأ: ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ (2) بفتح الذال، فقلت له: لا تقل أيها الأمير هكذا، قل: (للمكذبين)، وكسرت له الذال، لان المكذبين هم الأنبياء، فقال:
قد كان يقال لي عنك: إنك قدري، فلا نجوت إن نجوت الليلة منى! فعاينت منه تلك الليلة الموت من شدة ما عذبني.
قال أعرابي لابنه: يا بنى كن سبعا خالصا أو ذئبا حائسا (3)، أو كلبا حارسا، ولا تكن أحمق ناقصا.

(١) الزنبيل، بالكسر وقد يفتح: القفة أو الجراب أو الوعاء.
(٢) سورة المرسلات ١٩.
(3) يقال، يحوس الذئب الغنم، أي يتخللها ويفرقها.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407