شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٧٥
(45) الأصل:
قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته.
* * * الشرح:
قد تقدم الكلام في كل هذه الشيم والخصال، ثم نقول هاهنا: إن كبر الهمة خلق مختص بالانسان فقط، وأما سائر الحيوانات فليس يوجد فيها ذلك، وإنما يتجرا كل نوع منها الفعل بقدر ما في طبعه، وعلو الهمة حال متوسطة محمودة بين حالتين طرفي رذيلتين، وهما الندح، وتسميه الحكماء التفتح - وصغر الهمة - وتسمية الناس الدناءة، فالتفتح تأهل الانسان لما لا يستحقه، وصغر الهمة تركة لما يستحقه لضعف في نفسة، فهذان مذمومان، والعدالة وهي الوسط بينهما محمودة، وهي علو الهمة، وينبغي أن يعلم أن المتفتح جاهل أحمق، وصغير الهمة أو ليس بجاهل ولا أحمق، ولكنه دنئ ضعيف قاصر، وإذا أردت التحقيق، فالكبير الهمة من لا يرضى بالهمم الحيوانية، ولا يقنع لنفسه أن يكون عند رعاية بطنه وفرجه بل يجتهد في معرفة صانع العالم ومصنوعاته، وفى اكتساب المكارم الشرعية ليكون من خلفاء الله وأوليائه في الدنيا، ومجاوريه في الآخرة، ولذلك قيل: من عظمت همته لم يرض بقينة مستردة، وحياة مستعارة، فإن أمكنك
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407