شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٥ - الصفحة ٢٦٨
قال: قطري، فأما الثلاثة فالوليد وعبد الملك ومروان، وأما قطري فبويع بالخلافة، وفيه يقول الشاعر:
* وأبو نعامة سيد الكفار * قالوا: ومن أين صار محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أحق بالدعوة والخلافة من سائر إخوته! ومن أين كان له أن يضعها في بيته دون أخوته! وكيف صار بنو الأخ أحق بها من الأعمام!
وقالوا: إن يكن هذا الامر إنما يستحق بالميراث، فالأقرب إلى العباس أحق، وإن كان بالسن والتجربة فالعمومة بذلك أولى.
قالوا: فقد ذكرنا جملا من حال رجالنا في الاسلام، وأما الجاهلية فلنا الأعياص والعنابس (1).
ولنا ذو العصابة أبو أحيحة سعيد بن العاص كان إذا اعتم لم يعتم (2) بمكة أحد، ولنا حرب بن أمية رئيس يوم الفجار، ولنا أبو سفيان بن حرب رئيس أحد والخندق، وسيد قريش كلها في زمانه.
وقال أبو الجهم بن حذيفة العدوي لعمر حين رأى العباس وأبا سفيان على فراشه دون الناس: ما نرانا نستريح من بني عبد مناف على حال! قال عمر: بئس أخو العشيرة أنت! هذا عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا سيد قريش.

(١) في الأغاني ١: ١٤ (طبعة دار الكتب) بسنده عن الزبير بن بكار عن شيوخه: " الأعياص:
العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص والعويص، ومنهم العنابس، وهم: حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو، وإنما سموا العنابس، لأنهم ثبتوا مع أخيهم حرب بن أمية بعكاظ، وعقلوا أنفسهم وقاتلوا قتالا شديدا، فشبهوا بالأسد، والأسد يقال لها: العنابس، واحدها عنبسة ".
(2) اعتم: أرخى عمامته.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست