وهو شيخ كبير أعمى، فقال رسول الله إلا تركت الشيخ حتى نأتيه فقال أردت يا رسول الله أن يأجره الله أما والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام عمك أبى طالب منى باسلام أبى، ألتمس بذلك قرة عينك، فقال صدقت.
وروى أن علي بن الحسين عليه السلام سئل عن هذا، فقال وا عجبا إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر، وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الاسلام، ولم تزل تحت أبى طالب حتى مات.
ويروى قوم من الزيدية أن أبا طالب أسند المحدثون عنه حديثا ينتهى إلى أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: سمعت أبا طالب يقول بمكة: حدثني محمد ابن أخي أن ربه بعثه بصلة الرحم، وإن يعبده وحده لا يعبد معه غيره، ومحمد عندي الصادق الأمين.
وقال قوم: إن قول النبي صلى الله عليه وآله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) إنما عنى به أبا طالب.
وقالت الامامية إن ما يرويه العامة من أن عليا عليه السلام وجعفرا لم يأخذا من تركة أبى طالب شيئا حديث موضوع، ومذهب أهل البيت بخلاف ذلك، فان المسلم عندهم يرث الكافر، ولا يرث الكافر المسلم، ولو كان أعلى درجة منه في النسب.
قالوا وقوله صلى الله عليه وآله (لا توارث بين أهل ملتين)، نقول بموجبه، لان التوارث تفاعل، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما، واللفظ يستدعى الطرفين، كالتضارب لا يكون إلا من اثنين، قالوا وحب رسول الله صلى الله عليه وآله