شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٦٧
فأما الذين زعموا أنه كان مسلما، فقد رووا خلاف ذلك، وأسندوا خبرا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال لي جبرائيل: إن الله مشفعك في ستة بطن حملتك، آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك، عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك، أبى طالب وبيت آواك، عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية - قيل يا رسول الله، وما كان فعله قال: كان سخيا يطعم الطعام، ويجود بالنوال - وثدي أرضعتك، حليمة بنت أبي ذؤيب.
قلت سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد عن هذا الخبر، وقد قرأته عليه هل كان لرسول الله صلى الله عليه وآله أخ من أبيه أو من أمه أو منهما في الجاهلية، فقال لا، إنما يعنى أخا له في المودة والصحبة، قلت له: فمن هو قال: لا أدرى.
قالوا وقد نقل الناس كافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية. فوجب بهذا أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك، لأنهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين.
قالوا وأما ما ذكر في القرآن من إبراهيم وأبيه آزر، وكونه كان ضالا مشركا، فلا يقدح في مذهبنا، لان آزر كان عم إبراهيم، فأما أبوه فتارخ بن ناحور، وسمى العم أبا، كما قال: ﴿أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه: ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك﴾ (1)، ثم عد فيهم إسماعيل وليس من آبائه، ولكنه عمه.
قلت وهذا الاحتجاج عندي ضعيف، لان المراد من قوله (نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية) تنزيه آبائه وأجداده وأمهاته عن السفاح لا غير، هذا مقتضى

(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213