شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٥٩
شئ إلا القليل سرا ممن يريد صلتهم من قريش، وقد كان أبو جهل بن هشام لقى حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد - وهي عند رسول الله محاصرة في الشعب - فتعلق به، وقال: أتحمل الطعام إلى بني هاشم والله لا تبرح أنت و طعامك حتى أفضحك بمكة فجاءه أبو البختري العاص ابن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، فقال ما لك وله قال: إنه يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال أبو البختري يا هذا، إن طعاما كان لعمته عنده بعثت إليه فيه، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها خل سبيل الرجل، فأبى أبو جهل حتى نال كل منهما من صاحبه، فاخذ له أبو البختري لحى بعير فضربه به فشجه ووطئه وطأ شديدا، فانصرف وهو يكره أن يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وبنو هاشم بذلك، فيشمتوا، فلما أراد الله تعالى من إبطال الصحيفة، والفرج عن بني هاشم من الضيق والأزل الذي كانوا فيه، قام هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي في ذلك أحسن قيام، وذلك أن أباه عمرو بن الحارث كان أخا لنضلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي من أمه، فكان هشام بن عمرو يحسب لذلك واصلا ببني هاشم، وكان ذا شرف في قومه بنى عامر بن لؤي، فكان يأتي بالبعير ليلا وقد أوقره طعاما، وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب، حتى إذا أقبل به فم الشعب فمنع بخطامه من رأسه، ثم يضربه على جنبه، فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به مرة أخرى، وقد أوقره تمرا، فيصنع به مثل ذلك.
ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، فقال يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وتلبس الثياب، وتنكح النساء، وأخوالك حيث قد علمت لا يبتاعون ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، ولا يواصلون ولا يزارون أما إني أحلف لو كان أخوك أبو الحكم بن هشام ودعوته إلى مثل ما دعاك
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213