شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢١٨
حماره، فدفع إليه الكتاب، فقرأه عليه أبي بن كعب، واستكتم أبيا ما فيه، ودخل منزل سعد بن الربيع، فقال: أفي البيت أحد فقال سعد: لا، فتكلم بحاجتك، فأخبره بكتاب العباس بن عبد المطلب، فجعل سعد يقول: يا رسول الله، والله إني لأرجو ا أن يكون في ذلك خير، وأرجعت (1) يهود المدينة والمنافقون، وقالوا: ما جاء محمدا شئ يحبه، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وقد استكتم سعد بن الربيع الخبر فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من منزله، خرجت امرأة سعد بن الربيع إليه، فقالت: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما لك ولذاك، لا أم لك قالت كنت أستمع عليكم، وأخبرت سعدا الخبر، فاسترجع سعد، وقال لا أراك تستمعين علينا وأنا أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بحاجتك ثم أخذ بجمع لمتها (2)، ثم خرج يعدو بها حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله بالجسر، وقد بلحت، فقال:
يا رسول الله إن امرأتي سألتني عما قلت فكتمتها، فقالت قد سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم جاءت بالحديث كله - فخشيت يا رسول الله أن يظهر من ذلك شئ فتظن إني أفشيت سرك، فقال صلى الله عليه وسلم: خل سبيلها وشاع الخبر بين الناس بمسير قريش وقدم عمرو بن سالم الخزاعي في نفر من خزاعة، ساروا من مكة أربعا، فوافوا قريشا وقد عسكروا بذي طوى، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر، ثم انصرفوا ولقوا قريشا ببطن رابغ، وهو أربع ليال من المدينة، فنكبوا عن قريش.
قال الواقدي: فلما أصبح أبو سفيان بالأبواء أخبر أن عمرو بن سالم وأصحابه راحوا أمس ممسين إلى مكة، فقال أبو سفيان: أحلف بالله إنهم جاؤوا محمدا فخبروه بمسيرنا وعددنا (3)، وحذروه منا، فهم الان يلزمون صياصيهم، فما أرانا نصيب منهم شيئا في وجهنا. فقال صفوان بن أمية: إن لم يصحروا (4) لنا عمدنا إلى نخل الأوس والخزرج فقطعناه،

(1) الواقدي: (وقد أرجفت).
(2) ا (لبتها).
(3) الواقدي: (فأخبروه بعددنا).
(4) أصحروا: خرجوا إلى الصحراء، وهو الفضاء المستوى الواسع.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213