شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢١٥
على محمد يوم بدر، وحلفت ألا أظاهر (1) عليه عدوا أبدا فمشى إليه صفوان بن أمية فقال أخرج فأبى، وقال: عاهدت محمدا يوم بدر ألا أظاهر عليه عدوا أبدا، وأنا أفي له بما عاهدته عليه (2)، من على ولم يمن على غيري حتى قتله أو أخذ منه الفداء فقال صفوان: اخرج معنا، فإن تسلم أعطك من المال ما شئت، وإن تقتل تكن عيالك مع عيالي فأبى أبو عزة، حتى كان الغد، وانصرف عنه صفوان بن أمية آيسا منه، فلما كان الغد جاءه صفوان وجبير بن مطعم، فقال له صفوان الكلام الأول فأبى، فقال: جبير ما كنت أظن إني أعيش حتى يمشى إليك أبو وهب في أمر تأبى عليه فأحفظه، فقال أنا أخرج، قال: فخرج إلى العرب يجمعها، ويقول:
إيه بنى عبد مناة الرزام (3) * أنتم حماة وأبوكم حام لا تسلموني لا يحل إسلام * لا يعدوني نصركم بعد العام (4) وخرج النفر مع أبي عزة فألبوا العرب وجمعوا، وبلغوا ثقيفا فأوعبوا (5) فلما أجمعوا المسير وتألب من كان معهم من العرب وحضروا، واختلفت قريش في إخراج الظعن معهم، قال صفوان بن أمية: اخرجوا بالظعن (6) فأنا أول من فعل، فإنه أقمن أن يحفظنكم ويذكرنكم قتلى بدر، فإن العهد حديث، ونحن قوم موتورون مستميتون، لا نريد أن نرجع إلى ديارنا حتى ندرك ثأرنا أو نموت دونه. فقال عكرمة بن أبي جهل أنا أول من أجاب إلى ما دعوت إليه، وقال عمرو بن العاص مثل ذلك، فمشى في ذلك

(1) الواقدي: (لا أظاهر).
(2) من الواقدي.
(3) ابن هشام 3: 4 (إيها بني عبد مناة). والرزام: جمع رازم، وهو الذي يثبت في مكانه لا يبرحه، تقول: رزم البعير، إذا ثبت في مكانه.
(4) ابن هشام: (لا تعدوني).
(5) ب: (أرغبوا)، وأثبت ما في ا والواقدي، وأوعبوا، أي خرجوا للغزو.
(6) الظعن: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج، وأصل الظعينة الهودج، سميت المرأة به لقربها منه في السفر، وقيل: سميت ظعينة لأنها تظعن مع زوجها.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213