شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٤٥
الشرح:
الشواهد ها هنا، يريد بها الحواس، وسماها (شواهد) اما لحضورها; شهد فلان كذا أي حضره، أو لأنها تشهد على ما تدركه وتثبته عند العقل، كما يشهد الشاهد بالشئ ويثبته عند الحاكم.
والمشاهد ها هنا المجالس والنوادي، يقال حضرت مشهد بنى فلان، أي ناديهم ومجتمعهم.
ثم فسر اللفظة الأولى وأبان عن مراده بها بقوله (ولا تراه النواظر)، وفسر اللفظة الثانية وأبان عن مرادها، فقال (ولا تحجبه السواتر).
ثم قال (الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه على وجوده); هذا مشكل، لان لقائل أن يقول إذا دل على قدمه بحدوث خلقه، فقد دخل في جملة المدلول كونه موجودا، لان القديم هو الموجود ولم يزل، فأي حاجة إلى أن يعود فيقول وبحدوث خلقه على وجوده.
ولمجيب أن يجيب على طريقة شيوخنا أصحاب أبي هاشم، فيقول لا يلزم من الاستدلال بحدوث الأجسام على أنه لا بد من محدث قديم كونه موجودا; لان عندهم إن الذات المعدومة قد تتصف بصفات ذاتية، وهي معدومة، فلا يلزم من كون صانع العالم عندهم عالما قادرا حيا أن يكون موجودا، بل لا بد من دلالة زائدة، على أن له صفة الوجود وهي والدلالة التي يذكرونها، من إن كونه قادرا عالما تقتضي تعلقه بالمقدور والمعلوم، وكل ذات متعلقة، فان عدمها يخرجها عن التعلق كالإرادة، فلو كان تعالى معدوما لم يجز أن يكون متعلقا، فحدوث الأجسام إذا قد دل على أمرين من وجهين مختلفين أحدهما انه لا بد من صانع له، وهذا هو المعنى بقدمه.
(٤٥)
مفاتيح البحث: الشهادة (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317