شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٤٦
والثاني إن هذا الصانع له صفة، لأجلها يصح على ذاته أن تكون قادرة عالمة، وهذا هو المعنى بوجوده.
فان قلت أيقول أصحاب شيخكم أبى هاشم إن الذات المعدومة التي لا أول لها تسمى قديمة؟
قلت لا، والبحث في هذا بحث في اللفظ لا في المعنى.
والمراد بقوله عليه السلام (الدال بحدوث الأشياء على قدمه)، أي على كونه ذاتا لم يجعلها جاعل، وليس المراد بالقدم ها هنا الوجود لم يزل، بل مجرد الذاتية لم يزل.
ثم يستدل بعد ذلك بحدوث الأشياء على أن له صفة أخرى لم تزل زائدة على مجرد الذاتية، وتلك الصفة هي وجوده فقد اتضح المراد الان.
فان قلت فهل لهذا الكلام مساغ على مذهب البغداديين قلت نعم إذا حمل على منهج التأويل بان يريد بقوله (وبحدوث خلقه على وجوده)، أي على صحة ايجاده له فيما بعد، أي اعادته بعد العدم يوم القيامة، لأنه إذا صح منه تعالى احداثه ابتداء صح منه ايجاده ثانيا على وجه الإعادة، لان الماهية قابلة للوجود والعدم، والقادر قادر لذاته، فاما من روى بحدوث خلقه على وجوده، فإنه قد سقطت عنه هذه الكلف كلها والمعنى على هذا ظاهر; لأنه تعالى دل المكلفين بحدوث خلقه على أنه جواد منعم، ومذهب أكثر المتكلمين انه خلق العالم جودا وإنعاما وإحسانا إليهم.
قوله عليه السلام (وباشتباههم على أن لا شبه له) هذا دليل صحيح، وذلك لأنه إذا ثبت أن جسما ما محدث، ثبت أن سائر الأجسام محدثة; لان الأجسام متماثلة، وكل ما صح على الشئ صح على مثله، وكذلك إذا ثبت أن سوادا ما أو بياضا ما محدث، ثبت أن سائر السوادات والبياضات محدثة، لان حكم الشئ حكم مثله، والسواد في معنى
(٤٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317