شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٦٤
لان الله تعالى وعده بظهور دينه، وعاقبة امره فيجب على قولك الا يكون مثابا عند الله تعالى على ما يحتمله من المكروه، ولا ما يصيبه من الأذى إذ كان قد أيقن بالسلامة والفتح في عدته.
قال الجاحظ ومن جحد كون أبى بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كفر لأنه جحد نص الكتاب، ثم انظر إلى قوله تعالى ﴿إن الله معنا﴾ (١) من الفضيلة لأبي بكر، لأنه شريك رسول الله صلى الله عليه وآله في كون الله تعالى معه وإنزال السكينة، قال كثير من الناس انه في الآية مخصوص بأبي بكر، لأنه كان محتاجا إلى السكينة لما تداخله من رقة الطبع البشرى، والنبي صلى الله عليه وآله كان غير محتاج إليها، لأنه يعلم أنه محروس من الله تعالى، فلا معنى لنزول السكينة عليه، وهذه فضيلة ثالثة لأبي بكر.
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله إن أبا عثمان يجر على نفسه ما لا طاقة له به من مطاعن الشيعة، ولقد كان في غنية عن التعلق بما تعلق به، لان الشيعة تزعم أن هذه الآية، بان تكون طعنا وعيبا على أبى بكر، أولى من أن تكون فضيلة ومنقبة له، لأنه لما قال له (لا تحزن) دل على أنه قد كان حزن وقنط وأشفق على نفسه، وليس هذا من صفات المؤمنين الصابرين، ولا يجوز أن يكون حزنه طاعة، لان الله تعالى لا ينهى عن الطاعة، فلو لم يكن ذنبا لم ينه عنه، وقوله (إن الله معنا) أي إن الله عالم بحالنا وما نضمره من اليقين أو الشك، كما يقول الرجل لصاحبه لا تضمرن سوءا ولا تنوين قبيحا، فان الله تعالى يعلم ما نسره وما نعلنه، وهذا مثل قوله تعالى ﴿ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا﴾ (2)، أي هو عالم بهم، واما السكينة

(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317