شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٦١
مستغنيا في خروجك عن مثلي، ونجعل عبدا من عبيدنا في فراشك، قائما مقامك، يتوهم القوم - برؤيته نائما في بردك - انك لم تخرج، ولم تفارق مركزك، فلم يقل ذلك، ولا تحبس ولا توقف، ولا تلعثم، وذلك لعلم كل واحد منهما صلى الله عليه وآله أن أحدا لا يصبر على ثقل هذه المحنة، ولا يتورط هذه الهلكة، الا من خصه الله تعالى بالصبر على مشقتها، والفوز بفضيلتها، وله من جنس ذلك أفعال كثيرة، كيوم دعا عمرو بن عبد ود المسلمين إلى المبارزة، فأحجم الناس كلهم عنه، لما علموا من بأسه وشدته، ثم كرر النداء، فقام علي عليه السلام، فقال انا أبرز إليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله انه عمرو قال نعم، وانا على فأمره بالخروج إليه، فلما خرج قال صلى الله عليه وآله (برز الايمان كله إلى الشرك كله)، وكيوم أحد حيث حمى رسول الله صلى الله عليه وآله من ابطال قريش وهم يقصدون قتله، فقتلهم دونه، حتى قال جبرئيل عليه السلام (يا محمد إن هذه هي المواساة) فقال (انه منى وانا منه)، فقال جبريل (وانا منكما) ولو عددنا أيامه ومقاماته التي شرى فيها نفسه لله تعالى لأطلنا وأسهبنا.
قال الجاحظ فان احتج محتج لعلى عليه السلام بالمبيت على الفراش، فبين الغار والفراش فرق واضح، لان الغار وصحبة أبى بكر للنبي صلى الله عليه وآله قد نطق به القرآن، فصار كالصلاة والزكاة وغيرهما مما نطق به الكتاب، وامر علي عليه السلام ونومه على الفراش، وإن كان ثابتا صحيحا، الا انه لم يذكر في القرآن، وإنما جاء مجئ الروايات والسير، وهذا لا يوازن هذا ولا يكايله (1).
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله هذا فرق غير مؤثر، لأنه قد ثبت بالتواتر حديث

(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317