شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٤٤
قال نصر: وروى عمرو بن شمر أن معاوية كتب في أسفل كتابه إلى أبى أيوب:
أبلغ لديك أبا أيوب مالكة * أنا وقومك مثل الذئب والنقد (1) إما قتلتم أمير المؤمنين فلا * ترجوا الهوادة منا آخر الأبد (2) إن الذي نلتموه ظالمين له * أبقت حزازته صدعا على كبدي (3) إني حلفت يمينا غير كاذبة * لقد قتلتم إماما غير ذي أود (4) لا تحسبوا أنني أنسى مصيبته * وفى البلاد من الأنصار من أحد قد أبدل الله منكم خير ذي كلع * واليحصبيين أهل الخوف والجند (5) إن العراق لنا فقع بقرقرة * أو شحمة بزها شاو ولم يكد (6) والشام ينزلها الأبرار، بلدتها * أمن، وبيضتها عريسة الأسد (7) فلما قرئ الكتاب على علي عليه السلام، قال لشد ما شحذكم معاوية! يا معشر الأنصار أجيبوا الرجل، فقال أبو أيوب: يا أمير المؤمنين، إني ما أشاء أن أقول شيئا من الشعر يعيا به الرجال إلا قلته، فقال: فأنت إذا أنت.
فكتب أبو أيوب إلى معاوية: أما بعد، فإنك كتبت: " لا تنسى الشيباء أبا عذرها ولا قاتل بكرها "، فضربتها مثلا بقتل عثمان، وما نحن وقتل عثمان! إن الذي تربص بعثمان

(١) المألكة: الرسالة. والنقد: جنس صغير من الغنم، يكون بالبحرين.
(2) صفين: " عندي آخر الأبد ".
(3) صفين: " حرارته ".
(4) الأود: الاعوجاج.
(5) الجند، بالتحريك: مدينة باليمن، وفي صفين: " أهل الحق والجند ".
(6) الفقع: البيضاء الرخوة من الكمأة. والقرقرة: الأرض المنخفضة، ويقال في المثل: " هو أذل من فقع بقرقرة "، لأنه لا يمتنع على من جناه، أو لأنه يداس بالأرجل.
(7) صفين: " وحومتها عريسة الأسد ".
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303