قال نصر: وروى عمرو بن شمر أن معاوية كتب في أسفل كتابه إلى أبى أيوب:
أبلغ لديك أبا أيوب مالكة * أنا وقومك مثل الذئب والنقد (1) إما قتلتم أمير المؤمنين فلا * ترجوا الهوادة منا آخر الأبد (2) إن الذي نلتموه ظالمين له * أبقت حزازته صدعا على كبدي (3) إني حلفت يمينا غير كاذبة * لقد قتلتم إماما غير ذي أود (4) لا تحسبوا أنني أنسى مصيبته * وفى البلاد من الأنصار من أحد قد أبدل الله منكم خير ذي كلع * واليحصبيين أهل الخوف والجند (5) إن العراق لنا فقع بقرقرة * أو شحمة بزها شاو ولم يكد (6) والشام ينزلها الأبرار، بلدتها * أمن، وبيضتها عريسة الأسد (7) فلما قرئ الكتاب على علي عليه السلام، قال لشد ما شحذكم معاوية! يا معشر الأنصار أجيبوا الرجل، فقال أبو أيوب: يا أمير المؤمنين، إني ما أشاء أن أقول شيئا من الشعر يعيا به الرجال إلا قلته، فقال: فأنت إذا أنت.
فكتب أبو أيوب إلى معاوية: أما بعد، فإنك كتبت: " لا تنسى الشيباء أبا عذرها ولا قاتل بكرها "، فضربتها مثلا بقتل عثمان، وما نحن وقتل عثمان! إن الذي تربص بعثمان