شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٤٥
وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام عن نصرته لانت، وإن الذين قتلوه لغير الأنصار، وكتب في آخر كتابه:
لا توعدنا ابن حرب إننا نفر * لا نبتغي ود ذي البغضاء من أحد (1) واسعوا جميعا بنى الأحزاب كلكم * لسنا نريد رضاكم آخر الأبد نحن الذين ضربنا الناس كلهم * حتى استقاموا وكانوا عرضة الأود والعام قصرك منا إن ثبت لنا * ضرب يزيل بين الروح والجسد (2) أما على فإنا لا نفارقه * ما رفرف الآل في الدوية الجرد (2) إما تبدلت منا بعد نصرتنا * دين الرسول أناسا ساكني الجند لا يعرفون أضل الله سعيهم * إلا اتباعكم، يا راعى النقد فقد بغى الحق هضما شر ذي كلع * واليحصبيون طرا بيضة البلد (4) قال: فلما أتى معاوية كتاب أبى أيوب كسره (5).
قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر، قال: حدثني مجالد، عن الشعبي، عن زياد ابن النضر الحارثي، قال: شهدت مع علي عليه السلام صفين، فاقتتلنا مرة ثلاثة أيام، وثلاث ليال، حتى تكسرت الرماح، ونفدت السهام، ثم صرنا إلى المسايفة، فاجتلدنا بها إلى نصف الليل، حتى صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث، يعانق بعضنا بعضا، ولقد قاتلت ليلتئذ بجميع السلاح، فلم يبق شئ من السلاح إلا قاتلت به، حتى تحاثينا بالتراب،

(1) صفين: " إننا بشر ".
(2) صفين: " أن أقمت لنا ".
(3) الدوية: المفازة، وفي صفين: " الداوية "، وهما سواء. والجرد: الفضاء لا نبات فيه.
(4) اليحصبيون: بنو يحصب، وهم بطن في حمير.
(5) صفين 417 - 419.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303