شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٣٤
أرى العفو عن عليا قريش وسيلة * إلى الله في اليوم العبوس القماطر ولست أرى قتلى فتى ذا قرابة * له نسب في حي كعب وعامر بل العفو عنه بعد ما خاب قدحه * وزلت به إحدى الجدود العواثر وكان أبوه يوم صفين محنقا * علينا فأردته رماح يحابر ثم قال له: أتراك فاعلا ما قال عمرو من الخروج علينا! قال، لا تسل عن عقيدات الضمائر، لا سيما إذا أرادت جهادا في طاعة الله. قال: إذن يقتلك الله كما قتل أباك، قال:
ومن لي بالشهادة!
قال: فأحسن معاوية جائزته، وأخذ عليه موثقا ألا يساكنه بالشام فيفسد عليه أهله.
قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر، عن السدى، عن عبد خير الهمداني، قال: قال هاشم ابن عتبة يوم مقتله: أيها الناس، إني رجل ضخم، فلا يهولنكم مسقطي إذا سقطت، فإنه لا يفرغ منى أقل من نحر جزور، حتى يفرغ الجزار من جزرها. ثم حمل فصرع، فمر عليه رجل وهو صريع بين القتلى، فناداه: اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وقل له: بركات الله ورحمته عليك (1) يا أمير المؤمنين، أنشدك الله إلا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى، فإن الدبرة تصبح غدا لمن غلب على القتلى. فأخبر الرجل عليا عليه السلام بما قاله، فسار في الليل بكتائبه حتى جعل القتلى خلف ظهره، فأصبح والدبرة له على أهل الشام (1).
قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر، عن السدى، عن عبد خير، قال: قاتل هاشم الحارث بن المنذر التنوخي، حمل عليه بعد أن أعيا وكل، وقتل بيده، فطعنه بالرمح فشق بطنه فسقط، وبعث إليه علي عليه السلام وهو لا يعلم: أقدم بلوائك، فقال للرسول: انظر

(1) ساقطة من ب.
(2) صفين 401.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303