شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٣٨
وإن يقتلوا ابني بديل وهاشما * فنحن تركنا منكم القرن أعضبا ونحن تركنا حميرا في صفوفكم * لدى الحرب صرعى كالنخيل مشذبا وأفلتنا تحت الأسنة مرثد * وكان قديما في الفرار مدربا ونحن تركنا عند مختلف القنا * أخاكم عبيد الله لحما ملحبا بصفين لما ارفض عنه رجالكم * ووجه ابن عتاب تركناه ملغبا (1) وطلحة من بعد الزبير ولم ندع * لضبة في الهيجا عريفا ومنكا (2) ونحن أحطنا بالبعير وأهله * ونحن سقيناكم سماما مقشبا (3) قال نصر: وكان ابن محصن من أعلام أصحاب علي عليه السلام، قتل في المعركة، وجزع علي عليه السلام لقتله.
قال: وفى قتل هاشم بن عتبة، يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، وهو من الصحابة - وقيل إنه آخر من بقي من صحب رسول الله صلى الله عليه، وشهد مع علي صفين، وكان من مخلصي الشيعة:
يا هاشم الخير جزيت الجنة * قاتلت في الله عدو السنة والتاركي الحق وأهل الظنه * أعظم بما فزت به من منه!
صيرني الدهر كأني شنه * وسوف تعلو حول قبري رنه (4) * من زوجة وحوبة وكنه *

(1) صفين: " عنه صفوفكم ". ملغب، من اللغب، وهو التعب والنصب (2) العريف: النقيب دون الرئيس، والمنكب: من يعاونه.
(3) المقشب: المخلوط.
(4) الرنة: الندب والعويل على الميت
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303