شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٧٥
الصنم، وقوما يعبدون الشمس وقوما يعبدون الشيطان، وقوما يعبدون المسيح، فكل طائفة تجادل مخالفيها بألسنتها لتقودها إلى معتقدها.
وقفى به الرسل، أتبعها به، قال سبحانه: ﴿ثم قفينا على آثارهم برسلنا﴾ (١)، ومنه الكلام المقفى وسميت قوافي الشعر، لان بعضها يتبع بعضا.
والعادلين به: الجاعلين له عديلا، أي مثلا، وهو من الألفاظ القرآنية أيضا، قال الله تعالى: ﴿بربهم يعدلون﴾ (2) * * * الأصل:
منها:
وإنما الدنيا منتهى بصر الأعمى، لا يبصر مما وراءها شيئا، والبصير ينفذها بصرة، ويعلم أن الدار وراءها، فالبصير منها شاخص، والأعمى إليها شاخص، والبصير منها متزود، والأعمى لها متزود.
* * * الشرح:
شبه الدنيا وما بعدها بما يتصوره الأعمى، من الظلمة التي يتخيلها، وكأنها محسوسة له، وليست بمحسوسة على الحقيقة، وإنما هي عدم الضوء، كمن يطلع في جب ضيق، فيتخيل ظلاما، فإنه لم ير شيئا، ولكن لما عدم الضوء فلم ينفذ البصر تخيل أنه يرى الظلمة، فإما من يرى المبصرات في الضياء، فإن بصره ينفذ فيشاهد المحسوسات يقينا، وهذه حال

(٢٧٥)
مفاتيح البحث: سورة الأنعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303